رصد حملة رقمية مثيرة للريبة تحت وسم #مع_إيران_ضد_العدوان
منذ أسبوع | 28 يونيو 2025

رصد فريق منصة "مُسند" بالتعاون مع "مجتمع التحقق العربي" حملة رقمية مثيرة ومتصاعدة تصدرتها حسابات يمنية تابعة لجماعة الحوثي على منصة "إكس" تحت وسم #مع_إيران_ضد_العدوان، وذلك بعد ملاحظة مؤشرات على نشاط غير اعتيادي في النشر والتفاعل مع الحملة.
هذه الحملة رصدنا فيها هيمنة واضحة لم تحمل طابعًا توعويًا بقدر ما أظهرت سلوكًا منسقًا يعكس توجهًا دعائيًا منظّمًا استخدمت فيها وسائل الإعلام المستنسخة عن وسائل الإعلام الرسمية اليمنية مثل ـ وكالة سبأ الرسمية ـ التي سيطرت عليها جماعة الحوثي عند اقتحامها للعاصمة صنعاء وانقلابها على الحكومة المعترف بها دوليا في العام 2014.
أثناء تتبع فريق الرصد لهذه الحملة تم تحليلها بأدوات التحليل الرقمي meltwater وبرامج التحليل الشبكي ومن خلال عملية رصدنا ما تضمنته الحملة من بوستات
وفي سياق الرصد الدوري لحملات التأثير الرقمي عبر
المنصات الاجتماعية، برز وسم جديد جذب انتباهنا حجم انتشاره وتسارع وتيرة التفاعل
معه خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا. وتشير المؤشرات الرقمية الأولية إلى نمط غير
معتاد في توزيع الوصول ,والنشر خصوصا في الساحة الرقمية اليمنية، ما استدعانا للتوقف
عند تفاصيل الحملة وتحليل ديناميكيات انتشارها وأدوات الدفع المستخدمة.
1. 📊 حجم النشاط والانتشار العام
تصاعد غير مسبوق في النشاط الرقمي لحملة خلال أسبوع واحد
شهدت الحملة الرقمية، خلال الفترة من 12 إلى 18 يونيو 2025، حجم نشاط وانتشار استثنائي، حيث بلغ إجمالي الوصول نحو 317 مليون حساب، وهو رقم مرتفع للغاية مقارنة بالإطار الزمني القصير للحملة.
وسجّل معدل الوصول اليومي نحو 45.3 مليون حساب يوميًا، ما يعكس تصعيدًا مستمرًا ومكثفًا يثير تساؤلات حول طبيعة هذا النشاط الرقمي، وما إذا كان ناتجًا عن تفاعل عضوي أم نتيجة لتوجيه وتضخيم مركزي.
في السياق ذاته، تم رصد 99.9 ألف تغريدة مرتبطة بالحملة خلال الفترة نفسها، بمتوسط 14.3 ألف تغريدة يوميًا، وهو ما يشير إلى زخم إعلامي يفوق المعدلات الطبيعية المعتادة في الحملات العضوية.
وقد بلغت الحملة ذروتها في يوم 13 يونيو، حيث شهد ذلك اليوم قفزة حادة في المؤشرات، إذ تجاوز عدد الحسابات التي وصلها المحتوى 100 مليون حساب، بينما سُجل 35 ألف تغريدة في ذلك اليوم وحده، ما يعزز فرضية وجود دفع موجّه ومركز نحو تصعيد الحملة بشكل مفاجئ وسريع.
2. 👥 دور الحسابات النشطة في تضخيم الحملة
أظهر تحليل البيانات دورًا محوريًا لمجموعة محددة من الحسابات في دفع وتضخيم وسم #مع_إيران_ضد_العدوان بشكل مكثّف. لم تكن مشاركة هذه الحسابات عفوية أو متفرقة، بل اتسمت بكثافة مريبة وتكرار واضح، ما يعزز فرضية التنظيم المسبق والتنسيق المشترك بين الحسابات.
يشير هذا النمط إلى استخدام هذه الحسابات كـ"مضخمات صوت رقمي"، إما عن طريق النشر المتكرر بوتيرة مرتفعة أو من خلال التفاعل المتبادل، مما ساهم في إبراز الوسم في قوائم الترند ودفعه إلى الانتشار السريع.
في الجدول التالي، تم تقييم الحسابات وفق ثلاثة معايير رئيسية تساعد في فهم سلوكها داخل الحملة:
نمط الشبكة (CIB): يُقصد به مدى التنسيق والتشابه في التفاعل مع الوسم أو المحتوى، والذي قد يشير إلى حملات منسقة أو نشاط غير عضوي.
الآلية: يقيّم ما إذا كان سلوك الحساب آليًا (Bots أو شبه آلي) من حيث التكرار، أوقات النشر، ونمط التفاعل.
الأيديولوجية: تحليل لمحتوى الحساب من حيث الانتماء أو الميل السياسي، ومدى ارتباطه بجهة معينة أو خطاب تعبوي.
وبناءً على هذه الدلالات مجتمعة في تقييم الحسابات، يمكن تصنيف المجموعة على أنها شبكة تضليل ممنهجة، تستهدف التأثير على الرأي العام من خلال استراتيجية تضخيم منسّقة ومبرمجة.
🔄 تصنيف نوع التغريدات: مؤشرات على حملة منظمة
أظهرت عملية التدقيق في طبيعة التفاعل مع وسم #مع_إيران_ضد_العدوان مؤشرات إضافية تعزّز فرضية الطابع المنظّم والموجّه للحملة. فقد كشفت البيانات أن غالبية النشاط الرقمي تمثّل في إعادة النشر، حيث تم تسجيل 72,600 إعادة نشر، ما يعادل 72.6% من إجمالي التفاعل، مقابل 11,400 منشور أصلي بنسبة لا تتجاوز 11.4%، في حين شكّلت الردود 13.6%، وتغريدات الاقتباس 2.3% فقط من النشاط.
هذا التوزيع غير المتوازن في نوع المحتوى يشير إلى
غياب التفاعل العضوي القائم على إنتاج محتوى جديد أو نقاش متنوّع، ويعكس اعتمادًا
واضحًا على إعادة تدوير رسائل موحدة ومكررة. النسبة المرتفعة من
"الريتويت" تمثل أحد أبرز مؤشرات التضخيم الرقمي المنظم، الذي يهدف إلى
رفع مستوى الظهور والإيهام بتأييد شعبي واسع دون خلق مضمون جديد.
ويُعد هذا السلوك سمة بارزة في الحملات الرقمية
المنسقة، حيث تُطلق مجموعة ضيقة من الرسائل المحددة، ثم يجري تدويرها على نطاق
واسع عبر شبكة حسابات – في كثير من الأحيان وهمية – لإنتاج انطباع مضلل حول مدى
الانتشار والدعم الجماهيري للحملة.
الحسابات الأكثر تأثيرًا: "نصر عامر "في قلب الحملة الرقمية
ضمن تحليل التأثير الرقمي لحملة #مع_إيران_ضد_العدوان، برز حساب @nasr_amer1 كان العنصر الأبرز والأكثر نفوذًا، مسجّلًا وصولًا تجاوز 10.6 مليون حساب، وهو ما يجعله مصدرًا محوريًا في نشر المحتوى وتوسيع دائرة التفاعل.
🔍 من هو نصر الدين؟
"نصر الدين" هو الاسم المعروف لحساب @nasr_amer1، وهو شخصية بارزة مرتبطة بقيادات جماعة الحوثي،وهو رئيس مجلس إدارة وكالة سبأ التابع للجماعة ونائب رئيس الهيئة الإعلامية للجماعة ويُعتقد على نطاق واسع أنه مسؤول بـ"الجيش الإلكتروني الخفي" التابع للجماعة. وتُظهر أنماط النشر والتفاعل من حسابه دوره في إدارة شبكات داخلية وتنسيق عمليات تضخيم الرسائل الدعائية، خصوصًا في القضايا ذات البعد السياسي والدعائي المحلي والإقليمي.
إلا أن المحتوى الصادر عن حساب @nasr_amer1 لم يكن فقط الأكثر انتشارًا، بل كان أيضًا الأكثر إعادة نشرًا (Retweeted)، مما يعزز المؤشرات على أن الحسابات الاخرى الناشرة بكثافة تتبع نصر الدين عامر كما أن حساب alsyasiah وهو حساب لوكالة سبأ التابعة لجماعة الحوثي ـ المستنسخة عن الوكالة الرسمية التابعة للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا ـ هو من يدير هذه الوكالة الأساسي لعملية التضخيم الرقمي للحملة.
ومن خلال تتبع الحساب الاول لمطلق الوسم وجدنا حساب
بلاغ – Balagh
وهو حساب معرف نفسة انه إعلام منطقة جبل عامل الأولى، وهو جزء من شبكات إعلامية
مرتبطة بـحزب الله اللبناني
ثم تلا هذا مشاركة الوسم من حساب
jamal cheaib الحساب استخدم الوسم في سياق دعائي يحمل طابعًا أيديولوجيًا، وارتبط بالمقاومة ودعم إيران.
⚠ تنوية:
وجود حساب واحد قادر على توليد هذا الكم من التفاعل والانتشار، مع سجل مرتبط بنشاط سياسي ودعائي منسّق، يؤكد أن الحملة لم تكن تلقائية، بل جزء من جهد اتصالي ممنهج تقوده كيانات منظّمة داخل الفضاء الرقمي.
وضمن تحليل حسابات الأكثر انتشاراً فيحمل وسم #مع_إيران_ضد_العدوان بناءً على بيانات تم جمعها من أكثر من 20,000 تغريدة وقد تم استخدام أدوات التحليل الشبكي Gephiوالزمني لكشف التفاعلات والأنماط المشبوهة ومدى اتساع تأثير الحساب. وجدنا حساب نصر الدين عامر :
2. النشاط والتفاعل مع @nasr_amer1 من التغريدات
المنشورات الأصلية (منشورة من الحساب مباشرة) في الوسم عددها: 28 منشور فقط.
📣 2. المنشورات من حسابات أخرى تحتوي على ذكره أو إعادة تغريد له:
عددها: 7,370 إعادة نشر . كلها تبدأ بـ RT @nasr_amer1: ما يعني أنها إعادة نشر لمحتواه من قبل آلاف المستخدمين. وسجّلت تغريدات @nasr_amer1 , أعلى انتشار في ذلك اليوم، متجاوزة 371 ألف مشاهدة و200 ألف إعجاب للتغريدة الواحدة، ما جعلها محور الزخم الرقمي خلال ساعات محدودة
مرفق الحسابات المتصلة به: وعدد مرات التغريد
ملاحظة: العديد من هذه الحسابات تحمل أسماء عشوائية أو رقمية، مما يثير احتمال كونها حسابات آلية أو مزيفة
شبكة الحسابات المرتبطة بـ @nasr_amer1
الصورة التالية توضح العلاقات المباشرة بين الحسابات التي أعادت تغريد @nasr_amer1 أكثر من 5 مرات، وهي شبكة ذات نمط مركزي تشير إلى تركيز الحملة على حساب واحد.
الرسم البياني يُظهر شبكة من الحسابات التي أعادت تغريد @nasr_amer1 أكثر من 5 مرات، جميعها تتجه نحوه كمركز محوري للتفاعل.
التحليل الفني للشبكة يكشف نمط حملة موجهة تتسم بتركيز أحادي على حساب واحد، مع غياب التفاعل المتبادل بين الحسابات، ومؤشرات على تنسيق ونشر مكثف خلال فترة قصيرة باستخدام أدوات آلية.
رغم محاولات جماعة الحوثي نفي تبعيتها لإيران، إلا أن المعطيات الرقمية والمواقف الرسمية تكشف خلاف ذلك. فقد أظهرت الحسابات التابعة لوسائل إعلام الجماعة مشاركة نشطة ولافتة في الحملات الرقمية المساندة لإيران، ما يعكس ارتباطًا وثيقًا بين الطرفين. ويعزّز هذا الارتباط تصريحٌ في 21 يونيو 2025 لرئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، أكد فيه أن أي اعتداء تتعرض له إيران سيُقابل بالتصدي له بكل الوسائل المشروعة، في موقف يُعد إعلانًا واضحًا عن التزام الجماعة بخط الدفاع الإيراني.
التحليل الزمني لنمط النشر
الرسم التالي يوضح كثافة النشر لكل حساب خلال ساعات اليوم، مما يساعد في الكشف عن أنماط آلية أو مجدولة.
يُظهر التحليل الزمني لنشاط الحسابات المرتبطة بـ @nasr_amer1 أنماطًا غير طبيعية في سلوك النشر تُشير إلى تنسيق محتمل واستخدام أدوات آلية. يتضح من الرسم البياني أن كل صف يمثل حسابًا أعاد تغريد @nasr_amer1 أكثر من خمس مرات، بينما تمثل الأعمدة ساعات اليوم من 0 إلى 23، ويُعبّر اللون الداكن عن ذروة النشاط. وقد برزت أنماط متكررة في ساعات محددة مثل الثانية إلى الرابعة فجرًا أو على مدار ساعات منتظمة، ما يرجح وجود برمجة زمنية. كما أظهرت حسابات مثل @amr08060299 و @fa42491 نشاطًا مركزًا في ساعة واحدة فقط تلاه صمت تام، وهو سلوك أقرب إلى أنظمة النشر الآلي منه إلى التفاعل البشري الطبيعي. بالإضافة إلى ذلك، تكرار النشر في التوقيت نفسه لدى عدة حسابات يعكس تشابهًا لافتًا في نمط الاستخدام، ما يعزز فرضية وجود إدارة مركزية أو تنسيق جماعي ضمن شبكة رقمية موجهة.
التحليل الجغرافي: اليمن مركز النشاط الرقمي المكثف
كشف التحليل الجغرافي لوسم #مع_إيران_ضد_العدوان عن تمركز لافت للنشاط في اليمن، التي تصدّرت المشهد بـ 17,500 تغريدة، متجاوزة بذلك أي دولة أخرى بفارق كبير، تلتها العراق بـ 2,290 تغريدة، ثم الولايات المتحدة، والسعودية، وإيران، ولبنان بأرقام متفاوتة.
هذا التوزيع لا يُظهر فقط حجم المشاركة، بل يعكس أيضًا
اصطفافًا جيوسياسيًا–عقائديًا واضحًا، حيث برزت الدول المرتبطة بمحور المقاومة أو
الداعمة لإيران في واجهة التفاعل، في حين بدت مشاركة دول الخليج وبلدان عربية أخرى
محدودة وهامشية، وهو ما يؤشر إلى الطابع السياسي والدعائي الموجّه للحملة.
ويُلاحظ في الأشهر الأخيرة أن اليمن تحوّلت إلى
منطلق رئيسي لعمليات التضليل الرقمي والحملات العدائية الممنهجة، ومرتعٍ
لانتشار الحسابات الوهمية المرتبطة بجهات سياسية وعقائدية، ما ساهم في تعزيز
حضور الرسائل الدعائية عبر شبكة محكمة التنظيم تُدار ضمن إطار أيديولوجي
يتجاوز الحدود الجغرافية، ويعكس نمطًا متصاعدًا من الحشد الرقمي المنسق.
⚠ هيمنة المشاعر السلبية وانتشار المحتوى التحريضي: تهديدا للفضاء الرقمي الحر
عند تحليل النبرة العامة لمحتوى حملة #مع_إيران_ضد_العدوان، يتّضح أن الطابع الغالب كان سلبياً ومشحونًا بالغضب والتصعيد. إذ سجّلت التغريدات السلبية 64.4 الف منشورًا، ما يمثّل أكثر من 64% من مجمل التفاعل. بينما اقتصرت التغريدات المحايدة على 20.3 الف، والإيجابية على 15 الف فقط.
سلوك منسق قائم على التأجيج
هذا الميل الكبير نحو السلبية لا يبدو عفويًا، بل يعكس
استراتيجية اتصالية ممنهجة تستخدم اللغة الغاضبة والمحتوى التحريضي
الدكتور أحمد مطهر الشامي وهو
قيادي تابع لجماعة الحوثي يحرض على مذيع الجزيرة
سحابة الكلمات والوسوم: تكثيف تعبوي وتشتيت موجه
في قلب حملة #مع_إيران_ضد_العدوان برزت سحابة كلمات ووسوم تعكس طبيعة دعائية موجهة، تتنقل بمرونة بين القضايا الساخنة، وتُستخدم في صياغة خطاب تعبوي يستهدف تأجيج العاطفة وتوجيه الرأي العام. وقد أظهرت التحليلات هيمنة مفردات مشحونة سياسيًا وعقائديًا، استخدمت بشكل واسع لتشتيت الانتباه عن صلب القضية الأصلية.
🔴 الكلمات السلبية الشائعة:
"الصهيوني"، "تل أبيب"، "يافا"، "إسرائيل"، "العدو"
🟢 الكلمات الإيجابية (حسب السياق):
"المجاهد البطل"، "الضربات"، "الحب للسلام"
لكن حتى هذه المفردات استُخدمت بأسلوب مزدوج: مرة للدعم العاطفي، وأخرى للتهكم أو التلميح السياسي.
الوسوم والكيانات المكررة:
الوسم المسيطر: #مع_إيران_ضد_العدوان
الكيانات البارزة: إيران، طهران، إسرائيل، اليمن، وكالة سبأ، الحرس الثوري، الخامنئي، غزة
تشير أنماط التكرار في استخدام الأسماء الرسمية والكيانات السياسية ضمن وسم الحملة إلى وجود تنسيق إعلامي موجّه، لا تفاعل تلقائي. وقد رُصد أيضًا استخدام رموز تعبيرية مثل 🔥 و😂 لإضفاء طابع تعبوي أو ساخر يخدم أسلوب التعبير السريع في الحملات الرقمية. ويُظهر التحليل العام أن التركيز على كلمات محددة وإعادة تدويرها في سياقات متعددة لم يكن بهدف التوعية، بل لإغراق الفضاء الرقمي بخطاب مشحون ومضلل، يستغل الحساسية السياسية والدينية بهدف تشويش الحقائق وإرباك النقاش العام.
استنتاج الحملة:
الانتشار الكبير للحملة يحمل محتوى تعبوي/تحريضي تركّز حول تمجيد الرد الإيراني و
تأطيره كـ"ثأر" أو "نصر إلهي" واحتوت نسبة كبيرة من البوستات
لغة دينية وعاطفية مثل "يا قوة الله" و"اللهم انصر المجاهدين"
تضمنت الحملة خطاب عدائي وتوصيفات مباشرة في بعض المنشورات ضد أطراف بصياغات ضمنية مثل "الكيان الصهيوني" و"الخونة" و"التحالف"، ما يعكس لغة حادة وعدائية.
محتوى تهويلي: تكررت منشورات في الحملة تحتوي على فيديوهات أو صور ادّعت توثيق ضربات صاروخية، دون أن تُرفق بمصادر مستقلة، وتبيّن في بعضها وجود مؤشرات على التضليل البصري أو اللجوء للذكاء الاصطناعي.
ذكر خارج السياق للحملة :
تحريض عدائي
ورد ذكر السعودية وولي العهد السعودي في نحو 58 بوستًا، وتراوحت بين النقد السياسي
والاتهام المباشر بأن السعودية "تتولى تمويل وإشعال التحريض والصراع المذهبي؛
لتحقيق الأهداف الإسرائيلية على حساب العرب والمسلمين"، لكنها لم تكن هي
المحور الرئيس للحملة، وظهرت معظم هذه الإشارات بلغة محايدة أو غير مصنفة آليًا
كعدائية.
التوليد والتضليل:
تم استخدام صور وفيديوهات مولدة بالذكاء الاصطناعي ضمن
الحملة، حيث نُشرت على أنها من إسرائيل. احتوت المقاطع على مشاهدات عالية، أبرزها
مقطع حصل على أكثر من مليون ومئتي ألف مشاهدة.
الاستنتاج العام والتأثير الرقمي:
تشير المعطيات بوضوح إلى أن الوسم
"#مع_إيران_ضد_العدوان" شهد حملة رقمية نشطة ومكثفة على منصة "X" خلال
فترة أسبوع واحد فقط، تميزت بارتفاع كبير في حجم التفاعل السلبي، من حيث طبيعة
المشاعر المتداولة. وقد لعبت المشاركة الجماهيرية اليمنية دورًا بارزًا في تغذية
هذا الزخم، حيث بدت هذه المشاركة واسعة النطاق إلى حد يُعدّ غير طبيعي من حيث
التوقيت والحجم.
كما برزت خلال الحملة ملامح تعبئة ممنهجة تقف خلفها حسابات مؤثرة، إلى جانب وسائل إعلامية مستنسخة عن المنصات الرسمية التابعة للحكومة الشرعية، مما يعكس وجود تنظيم متقن في إنتاج المحتوى وتوجيهه. وشهدت الحملة معدلات وصول يومية مرتفعة بشكل لافت، إلى جانب حجم كبير من إعادة النشر، ما أسهم في مضاعفة الأثر والوصول إلى جمهور واسع.
وتكشف خلاصة هذا التحليل كيف أن الحملات الرقمية ذات الطابع السلبي، حين يتم تضخيمها من خلال شبكات منظمة وحسابات موجهة، تصبح أداة فعالة في تشويه الفضاء الرقمي المفتوح. فهي تخلق موجات من الخطاب العدائي، تتسم بسرعة الانتشار رغم قصر عمرها الزمني، لكنها في المقابل تترك أثرًا عميقًا ومقلقًا. وهذا النمط من الحملات يمثل تهديدًا مباشرًا لحرية التعبير القائمة على التنوع والحوار، ما يستدعي استجابة واعية ومتزنة لحماية البيئة الرقمية من الاستقطاب والتضليل.