من التضامن إلى التحريض.. حملة رقمية تحت وسم #افتهان_المشهري
منذ شهر | 24 سبتمبر 2025
مقدمة
تصدر وسم #افتهان_المشهري مديرة صندوق النظافة والتحسين بمحافظة تعز منصات التواصل الاجتماعي بعد ساعات من انتشار خبر اغتيالها في 18 سبتمبر/أيلول 2025.ما إن انتشر الخبر حتى تصدّر وسم #افتهان_المشهري منصة "إكس"، ليتحوّل من مساحة تضامن إنساني ورثاء إلى حملة رقمية واسعة اتخذت مسارًا سياسيًا وتحريضيًا غير واسع.

الخلفية والسياق
في صباح الثامن عشر من سبتمبر/أيلول 2025، كانت سيارة افتهان المشهري تمضي في شارع سنان وسط مدينة تعز جنوب غرب اليمن، قبل أن تتعرض لوابل من الرصاص أطلقها مسلحون ولاذوا بالفرار. وقع الاغتيال في وضح النهار وعلى مقربة من تجمعات سكانية، ما أثار صدمة عامة وأسئلة عن غياب الدور الأمني. وثيقة نشرت لاحقاً أشارت إلى أن المشهري تلقت تهديدات قبل أيام من الحادثة، وأن مذكرة أمنية صدرت للتحذير من استهدافها، لكن دون اتخاذ إجراءات وقائية.


هذه الملابسات دفعت ناشطين إلى الحديث عن "سبق إصرار وتواطؤ"، خاصة أن الجريمة لم تكن الأولى من نوعها في مدينة تعز التي شهدت حوادث اغتيال متكررة خلال السنوات الأخيرة.
وبعد ساعات من الحادثة، خرجت مظاهرات غاضبة في شوارع المدينة، رددت هتافات تطالب بالكشف عن الجناة ومحاسبة المتورطين، مع تهديدات بقطع الطرق إذا استمر الصمت الرسمي.
هذا المشهد مهّد لتحول القضية إلى حملة رقمية واسعة على منصات التواصل الاجتماعي في اليمن
حجم النشاط والزمن:
رصد فريق منصة مُسند خلال الفترة من 18 إلى 23 سبتمبر 2025، أن وسم #افتهان_المشهري شهد نشاطًا رقميًا ملحوظًا، حيث تم تسجيل أكثر من 20 ألف تغريدة مرتبطة بالحملة، بمتوسط يومي تراوح بين ألف وألفين وخمسمئة منشور.
وقد بلغت الحملة ذروتها في 22 سبتمبر، عقب إعلان السلطات الأمنية القبض على أربعة مشتبهين، حين تجاوز عدد المنشورات ثلاثة آلاف وخمسمئة تغريدة في يوم واحد، بلغ متوسط وصولها إلى نحو 65 مليون مشاهدة، مع أكثر من 15 ألف إعجاب وألف وخمسمئة إعادة مشاركة في يوم الذروة وحده.
هذا التصاعد الكمي اللافت لم يكن مجرد انعكاس لغضب محلي في تعز، بل تجاوز سريعًا الإطار الجغرافي للمدينة ليصبح جزءًا من معركة سرديات سياسية ووطنية وإقليمية على الفضاء الرقمي.

الحسابات المؤثرة والعُقد المحورية
أظهر التحليل الرقمي أن التفاعل مع وسم #افتهان_المشهري تمركز حول مجموعة محدودة من الحسابات الناشطة التي قادت مسار النقاش، حيث مثّلت العقد الرئيسية للشبكة الرقمية، فيما اقتصر دور الحسابات الثانوية على إعادة النشر وتدوير المحتوى. هذا النمط كشف عن وجود مركزية رقمية واضحة، إذ تحكمت بضع عقد بارزة في تشكيل الخطاب، بينما تبين أن ما بين 15% إلى 20% من الحسابات المشاركة تحمل سمات مشبوهة مثل هويات ناقصة أو محتوى متكرر أو نشاط متزامن، وهو ما يعزز فرضية وجود تنسيق رقمي منظّم.

الحسابات المحورية التي شكّلت نقطة الانطلاق للروايات الأكثر تداولًا كانت:
@Ali_Albukhaiti، @majhar_net، @mayaabsiye، @fathibnlazrq، @ramzalyamen، @peintalhograi، @mutasemalyemmen، @nadine43460، @mana8858_jameil.
هذه المجموعة لعبت دورًا رئيسيًا في صياغة السردية الرقمية للحملة، سواء عبر إنتاج محتوى أصلي أو من خلال إعادة تدوير الرسائل بشكل مكثّف، ما منحها القدرة على التأثير في اتجاهات النقاش وإبراز الوسم على نطاق واسع.
تصنيف نوع التغريدات: مؤشرات على طبيعة الحملة
أظهر التحليل النوعي لمحتوى وسم #افتهان_المشهري أن الغالبية العظمى من النشاط الرقمي تمثلت في إنتاج منشورات أصلية، بخلاف حملات أخرى كانت تعتمد بشكل أساسي على التضخيم عبر إعادة النشر. فقد شكّلت المنشورات الأصلية ما يقارب 14 ألف تغريدة بنسبة 70% من إجمالي المحتوى، وهو ما يعكس اندفاعًا شعبيًا أوليًا أكثر من كونه نشاطًا آليًا منظمًا. أما الردود فقد بلغت نحو أربعة آلاف منشور بنسبة 20%، ما يكشف أن الجدل لم يكن أحادي الاتجاه، بل تخللته نقاشات واتّهامات متبادلة بين الأطراف المختلفة. في حين ظهرت الاقتباسات بنسبة 6% فقط (نحو 1,200 منشور)، وقد مثّلت أداة لإعادة تدوير المحتوى مع إضافة بعد تحريضي أو تفسيري يعزز الروايات السياسية المتداولة. أما إعادة النشر المباشر (الريتويت) فقد كانت محدودة نسبيًا بنسبة 4% فقط، أي ما يقارب 800 تغريدة، لكنها ارتفعت بشكل ملحوظ خلال ذروة النقاش في 22 سبتمبر.

هذا التوزيع يختلف عن الحملات السابقة التي اعتمدت بالدرجة الأولى على إعادة النشر المكثف كوسيلة للتضخيم. وهو ما يوحي بأن حملة #افتهان_المشهري بدأت باندفاع عضوي قائم على إنتاج محتوى أصلي متنوع، لكنها سرعان ما خضعت للاستغلال السياسي والتحريضي مع دخول أطراف منظمة إلى المشهد.
التوزيع الجغرافي للحملة الرقمية
كشف التحليل الجغرافي لنشاط وسم #افتهان_المشهري عن تمركز لافت داخل اليمن، إلى جانب حضور خارجي ساهم في تضخيم الخطاب وإعادة توجيهه سياسيًا.
في الداخل اليمني، تصدّرت تعز (المدينة والمخا) المشهد بأكثر من 5,600 منشور، وهو ما يعكس حجم الصدمة التي خلّفتها الجريمة والاحتجاجات الميدانية التي تلتها، مع بروز اتهامات متبادلة بين الأطراف المحلية. تلتها صنعاء بـ3,700 منشور، معظمها صادرة من إعلام جماعة الحوثي الذي ركّز على تصوير تعز كمسرح للفوضى الأمنية والفشل الإداري.

أما عدن فقد شهدت نحو 2,200 منشور، قادتها حسابات مرتبطة بالمجلس الانتقالي التي استغلت الحدث في توجيه خطاب سياسي ضد حزب الإصلاح.
فيما سجلت مأرب مشاركة محدودة نسبيًا بنحو ألف منشور فقط، اقتصرت على تفاعل بعض الإعلاميين والناشطين المحليين.
وبهذا بلغ إجمالي النشاط الداخلي نحو 12,500 منشور.

أما على المستوى الخارجي، فقد تم رصد نحو 7,500 منشور. تصدرت الولايات المتحدة وأوروبا (بما فيها بريطانيا) التفاعل الخارجي بـ2,200 منشور، قادتها أصوات من الجالية اليمنية وناشطون حقوقيون في الخارج ساهموا في تضخيم الوسم. فيما برزت الإمارات بـ1,500 منشور دفعت باتجاه دعم رواية المجلس الانتقالي وتضخيم الخطاب المناهض للإصلاح. وسجّلت السعودية حضورًا محدودًا لم يتجاوز 500 منشور أغلبها حسابات فردية، بينما توزعت 3,300 منشور أخرى على دول متفرقة مثل تركيا ومصر، إلى جانب حسابات رقمية مجهولة الهوية.
التوزيع الجغرافي أظهر أن تعز كانت مركز النشاط الرقمي المكثف، في حين لعب الخارج دورًا حاسمًا في تضخيم الاتهامات وربطها بالسياق السياسي الأوسع، ليغدو الوسم ساحة متشابكة بين المحلي والإقليمي والدولي.
التحول في طبيعة الخطاب
لم يدم الطابع التضامني طويلًا، فخلال 24 ساعة فقط من جريمة اغتيال افتهان المشهري، تغيّر مسار وسم #افتهان_المشهري من مساحة للرثاء الإنساني والتضامن إلى ساحة مشحونة بالاتهامات السياسية الحادة. وبحلول 21 سبتمبر، أصبحت المنشورات ذات الطابع السلبي تمثل ما يقارب 80% من إجمالي المحتوى، مقابل 12% فقط إيجابية، بعد أن انتقل الخطاب من عبارات التعاطف والمواساة إلى تحميل أطراف سياسية وأمنية مسؤولية مباشرة عن الحادثة. هذا التحول لم يكن عفويًا بالكامل، إذ أظهر تحليل رقمي أن نحو 55% من المنشورات المؤثرة جاءت من حسابات خارج اليمن، ما ساهم في تضخيم الروايات وربطها بسياق الصراع السياسي القائم. هذه النسبة المرتفعة كان لها أثر واضح في دفع النقاش من مطالبات بتحقيق جنائي إلى حملة سياسية مكثفة تجاوزت حدود القضية الإنسانية.

الاستغلال السياسي للوسم
لم يقتصر وسم #افتهان_المشهري على التعبير عن الغضب الشعبي أو المطالبات بالعدالة، بل تحوّل سريعًا إلى أداة للاستقطاب السياسي. فقد وظّفت جماعة الحوثي الحادثة عبر شخصيات مثل محمد الفرح وحسين حازب، للترويج لروايتها عن "فشل المناطق المحررة"، مع التركيز على تصوير تعز كمسرح للفوضى الأمنية والانقسام. وفي المقابل، دفعت حسابات مرتبطة بـ المجلس الانتقالي الجنوبي بوسم مضاد هو #تعزمعقل_الإرهاب، محوّلة النقاش من جريمة جنائية إلى منصة لتشويه المدينة بأكملها وتقديمها كـ"بؤرة للعنف". أما محور طارق صالح، فقد تبنّى خطابًا يهاجم حزب الإصلاح بشكل مباشر، وهو ما ظهر في منشورات لشخصيات مثل علي البخيتي وأحمد الشرعبي التي استخدمت مصطلحات مثل "الإصلاح الإخواني" و"تعز معقل الإرهاب". هذا الخطاب انسجم مع تصريحات طارق صالح نفسه، الذي وصف الجريمة بأنها "ناقوس خطر"، في رسالة قرأها مراقبون كجزء من سردية أوسع تسعى لإعادة تشكيل إدارة تعز بقيادة محوره السياسي والعسكري.

ردود الأفعال الرسمية
مع تصاعد الغضب الشعبي في تعز، سعت السلطات اليمنية إلى إظهار سرعة الاستجابة للجريمة. فقد وجّه الرئيس رشاد العليمي ورئيس الوزراء سالم بن بريك الأجهزة الأمنية إلى التحرك العاجل، في خطوة اعتُبرت محاولة لاحتواء الاحتجاجات الميدانية ومنع تفجر الأزمة. أما وزير الإعلام معمر الإرياني فوصف الحادثة بأنها "إرهابية"، وربطها بشكل مباشر بمحاولات جماعة الحوثي زعزعة الاستقرار في المدينة، مؤكدًا على حالة "الاستنفار الكامل" في صفوف الأجهزة الأمنية.
إلا أن المواقف لم تقف عند حدود السلطة التنفيذية، بل امتدت إلى مجلس القيادة الرئاسي، حيث دعا طارق صالح إلى اتخاذ إجراءات حازمة واعتبر أن الجريمة "ناقوس خطر" يستوجب إعادة النظر في إدارة تعز. خطاب طارق صالح انسجم مع الموجة الرقمية التي ربطت الحادثة بضرورة تمكينه من دور مباشر في المدينة، الأمر الذي قرأه مراقبون كجزء من سردية سياسية منظمة تستغل الجريمة لفرض نفوذ جديد على الأرض.
في المقابل، برزت أصوات من داخل تعز نفسها، على رأسها الشيخ حمود المخلافي، الذي اتهم السلطات المحلية بالتقصير وحمّلها كامل المسؤولية عن الاغتيال، معتبرًا ما حدث "طعنة في خاصرة تعز". هذا الخطاب ألقى باللوم على الأجهزة الأمنية في المحافظة، وعمّق مناخ انعدام الثقة في أدائها.
كما دخل البرلمان على خط الأزمة، إذ وجّه النائب حميد الأحمر اتهامات مباشرة إلى قوى داخل مجلس القيادة الرئاسي بمحاولة استغلال الجريمة لإعادة فرض نفوذها على تعز، مشيرًا بالاسم إلى الأطراف التي تحاول اليوم من موقعها في المجلس السيطرة على المدينة والميناء الاستراتيجي وربطهما بالمشاريع الإقليمية، في إشارة واضحة إلى المحور المدعوم من الإمارات. هذه التصريحات لم تكتفِ بتحميل المسؤولية السياسية، بل أعادت التذكير بتاريخ التحالفات المتقلبة في اليمن، بما فيها علاقة طارق صالح السابقة بالحوثيين.
هكذا تداخلت المواقف الرسمية والسياسية لتكشف أن جريمة اغتيال افتهان المشهري لم تعد مجرد قضية جنائية، بل تحولت إلى ساحة مفتوحة للصراع على النفوذ داخل تعز، حيث سعى كل طرف إلى توظيفها لتأكيد روايته وتثبيت حضوره السياسي والعسكري.

أحد أبرز العوامل التي غذّت حملة #افتهان_المشهري كان غياب بيان أمني شامل يوضح ملابسات الجريمة ونتائج التحقيق، رغم إعلان السلطات القبض على أربعة مشتبهين في 22 سبتمبر. هذا الفراغ المعلوماتي ترك مساحة واسعة أمام الحملات الرقمية لتوليد سرديات متناقضة وفرض روايات بديلة على الرأي العام. فقد توازت رواية رسمية ركّزت على ضبط المشتبهين والإعلان عن حالة استنفار أمني، مع رواية سياسية مضادة حمّلت حزب الإصلاح والأجهزة الأمنية في تعز المسؤولية المباشرة عن الاغتيال، واعتبرتها دليلاً على فشل إدارة المدينة.
وقد تضاعف أثر التضليل عندما نشر الناطق باسم شرطة تعز، أسامة الشرعبي، عبر صفحته الشخصية، منشورات اتهم فيها شخصيات قبلية وقيادات عسكرية بعرقلة التحقيق، وهي تصريحات قُرئت في البداية كموقف رسمي ثم أعيد تداولها على نطاق واسع، قبل أن تنفي الأجهزة الأمنية صحتها في بيانها وتصفها بأنها مجرد "مناكفات" لا تمت إلى الموقف المؤسسي بصلة. هذا التناقض عزّز مناخ الارتباك وأفقد الخطاب الأمني الرسمي مصداقيته، بينما استغلته الحملات الرقمية لإعادة إنتاج شكوك واتهامات غذّت حالة الغضب والانقسام.

محاولة إشعال خطاب مناطقي
لم يقتصر الجدل داخل وسم #افتهان_المشهري على الاتهامات السياسية، بل امتد ليغذي خطابًا ذا طابع مناطقي. فقد ظهر وسم مضاد هو #تعزمعقل_الإرهاب، قدّم المدينة بأكملها باعتبارها "بؤرة للعنف"، في محاولة لتحويل جريمة اغتيال فردية إلى أداة لوصم جماعي لمجتمع محلي كامل. وفي سياق آخر، ذهب السياسي في جماعة الحوثي حسين حازب إلى التلميح بفصل المخا عن تعز، في طرح يكشف عن دلالات مناطقية عميقة تسعى لإحياء حساسيات قديمة وإعادة رسم حدود النفوذ داخل المحافظة. كما تم رصد استخدام نداءات صريحة لإثارة الحجرية من مخلاف، في صياغات اعتُبرت ذات طابع مناطقي مباشر، تستهدف تأجيج الانقسام داخل النسيج الاجتماعي لتعز. هذه المؤشرات أظهرت أن الحملة الرقمية لم تكن مجرد نقاش حول جريمة جنائية، بل تحولت إلى منصة لإشعال خطاب يهدد السلم الأهلي ويوسّع من دائرة الانقسام الجغرافي والاجتماعي.

سحابة الكلمات والمشاعر
إلى جانب التحليل الكمي والنوعي، أظهرت سحابة الكلمات المستخدمة في الوسم أن الخطاب الرقمي كان مشبعًا بمفردات ذات طابع سلبي وتحريضي. فقد برزت كلمات مثل "إرهابي"، "عصابة"، و"خيانة" بوصفها الأكثر تداولًا، مشكلةً نحو 60% من المحتوى. وفي المقابل، تراجعت مفردات العدالة والحقوق، ما يعكس هيمنة المشاعر الغاضبة والاستقطاب السياسي على طبيعة النقاش.
كما تكشف السحابة أن اسم المشهري ارتبط بشكل مباشر بعبارات مثل "اغتيال" و"النظافة" و"صندوق التحسين"، بما يعكس ربط الحدث بسياقه الوظيفي والإداري. في حين حضرت كلمات مثل "اليمن" و"تعز" و"الجمهورية" ضمن محاولات لتوسيع نطاق النقاش من جريمة محلية إلى ملف وطني ذي دلالات سياسية.

مستجدات
مساء 24 سبتمبر/أيلول 2025، أعلنت الحملة الأمنية بقيادة العقيد نبيل
الكدهي مقتل محمد صادق المخلافي، المتهم الأول في جريمة اغتيال افتهان المشهري،
بعد مداهمة موقع اختبائه والاشتباك معه، كما تم القبض على بكر صادق سرحان وضبط
مطلوبين بجرائم سابقة. وأوضح قائد الحملة أن جهود الشيخ حمود سعيد المخلافي ورصد
مكافأة مالية كانت العامل الحاسم في توفير معلومات دقيقة قادت إلى الهدف، ما يكشف
مفارقة واضحة بين دوره الميداني الحاسم وبين ما روّجت له بعض الحسابات على منصات
التواصل من اتهامات بالتقصير أو التواطؤ، وهو ما يبرز كيف تحوّل الخطاب الرقمي إلى
أداة لتشويه شخصيات محلية على نحو يتناقض مع الوقائع الفعلية.

الاستنتاج العام
تكشف حملة #افتهان_المشهري عن كيف يمكن لجريمة جنائية أن تتحول سريعًا إلى ساحة صراع سياسي ومناطقي عبر الفضاء الرقمي.
الانتقال من خطاب تضامني إلى خطاب تحريضي خلال 48 ساعة يعكس نمطًا منظمًا للتأثير، تغذيه حسابات خارجية ومراكز نفوذ سياسية.
غياب الشفافية الرسمية ساعد على ملء الفراغ المعلوماتي بسرديات مضللة، بينما تركت الحملة أثرًا مباشرًا على الشارع في تعز عبر احتجاجات وقطع طرقات.
وفي المحصلة، مثلت هذه الحملة نموذجًا لاستغلال الفضاء الرقمي في إعادة إنتاج الانقسام السياسي والاجتماعي في اليمن، ما يجعلها جديرة بالتوقف والتحليل كواحدة من أخطر الحملات الرقمية التي شهدتها البلاد خلال العام 2025.