ما حقيقة هجوم الحوثيين على منشأة صافر النفطية؟

ما حقيقة هجوم الحوثيين على منشأة صافر النفطية؟

🚨 أثار بيان وزارة الدفاع في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا عن إسقاط ثلاث طائرات انتحارية أطلقها الحوثيون على منشأة صافر النفطية في مأرب يوم الجمعة ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي على الصعيدين الشعبي والرسمي،  حيث أعرب العديد من الصحفيين والإعلاميين اليمنيين عن استنكارهم لهذه الممارسات العدائية.

🔍للتحقق:

قام فريق منصة مُسند بالتحقق من حادثة استهداف منشأة صافر النفطية، بالاعتماد على المصادر المفتوحة، ورصد ردود الفعل لجميع الأطراف المعنية، وتقديم تحليل موضوعي شامل وتقديم نتائج واضحة عن الحادثة

🔍النتائج:

✅الحكومة اليمنية اتهمت جماعة الحوثي بشكل مباشر بمحاولة استهداف منشأة صافر

✅نفت جماعة الحوثي بشكل غير رسمي أي تورط لها في الهجوم

✅ الهجوم تزامن مع تصعيد سابق من الحوثيين ضد المنشآت النفطية

✅أثار الهجوم ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي

🔍التفاصيل

📌اتهم الجيش اليمني الجماعة الحوثية بمهاجمة منشأة صافر النفطية في محافظة مأرب الخاضعة للحكومة الشرعية بثلاث طائرات مسيرة تم اعتراضها وإسقاطها، وذلك في أخطر تصعيد تقوم به الجماعة ضد المنشآت الحيوية منذ استهداف موانئ تصدير النفط في 2022.

📌أوضح بيان صادر عن وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة اليمنية أن الجماعة الحوثية قامت يوم الجمعة عند تمام الساعة الثالثة و26 دقيقة باستهداف منشأة صافر النفطية في محافظة مأرب، بثلاث طائرات مسيرة انتحارية مجنحة تحمل مواد شديدة الانفجار في محاولة لتدمير هذه المنشأة الحيوية.

📌أكد الجيش اليمني إسقاط تلك الطائرات قبل تحقيق أهدافها، وأوضح أن المعلومات أفادت بأن الطائرات الحوثية أُطلقت من نقطة واقعة بين منطقتي دحيضة وقرن الصيعري شرق مدينة الحزم في محافظة الجوف المجاورة الواقعة تحت سيطرة الجماعة، وفقًا للمركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية.

📌من جانبها نفت جماعة الحوثي،أمس السبت، بشكل غير رسمي مسؤوليتها عن محاولة استهداف منشأة النفط اليمنية صافر في محافظة مأرب (شمال شرقي البلاد) بعد أن كانت هددت في وقت سابق بإيقافها.

وقال وزير الاعلام في حكومة جماعة الحوثي هشام شرف: "الادعاءات حول محاولة استهداف منشأة صافر النفطية بمحافظة مأرب محاولة بائسة لتشويه سمعة الحكومة الوطنية في صنعاء، وتأتي في إطار الحملة الإعلامية ضد اليمن".

وذكر أن جماعته “اتخذت نهجا واضحا في حماية الشعب ومقدراته، ورغم كل الصعوبات والتحديات، فإننا مستمرون في جهودنا لتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين”.

📌رصد الفريق تهديدات سابقة صادرة عن الجماعة بإيقاف استفادة الحكومة المعترف بها دوليًا من نفط محافظة مأرب، حيث هدد القيادي في جماعة الحوثي “حسين العزي” في مايو الماضي بإيقاف منشأة صافر كما فعلت الجماعة في أماكن أخرى، في إشارة إلى قصفهم موانئ تصدير النفط في حضرموت وشبوة أواخر 2022.

وقال العزي في منشور على حسابه في “إكس”: “من دون أي خجل أو شعور بالذنب يستأثرون بنفط مارب، بينما 90% من الشعب محرومون تماماً، وكأنه ملكية خاصة للعرادة وحزب الإصلاح (..)”.

وأضاف:” هل ترون أن علينا ايقاف النفط في مأرب، ومنع الاقتراب منه، كما فعلنا في أماكن أخرى؟ لحين منح الشعب في مناطقنا الحرة حصته الكاملة؟”

واستهدف الحوثيون خلال أكتوبر ونوفمبر في العام 2022م موانئ الضبة والنشيمة في محافظة حضرموت وقناء في محافظة شبوة من خلال طائرات مسيرة، الأمر الذي تسبب في إيقاف تصدير الحكومة اليمنية للنفط.

وقال الناطق العسكري باسم جماعة الحوثي العميد يحيى سريع: "القوات المسلحة تمنح الشركات النفطية العاملة في الإمارات والسعودية فرصة لترتيب وضعها والمغادرة مادامت دول العدوان الأمريكي السعودي غير ملتزمة بهدنة تمنح الشعب اليمني حقه في استغلال ثروته النفطية لصالح راتب موظفي الدولة اليمنية، وقد أعذر من أنذر"

ونقلت قناة المسيرة ‏عاجل على منصة إكس عن القوات المسلحة: "نفذنا ضربة تحذيرية بسيطة لمنعِ سفينة نفطية كانت تحاول نهب النفط الخام عبر ميناء الضبة بمحافظة حضرموت"

وعقب الهجوم على منشأة صافر النفطية في محافظة مأرب أطلق ناشطون يمنيون، مساء أمس، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم "#مارب_ليست_إسرائيل_ياحوثي"، ووفقًا لما تداوله الناشطون، فإن جماعة الحوثي قامت بمحاولة فاشلة لاستهداف منشأة صافر، التي تعد إحدى أهم المنشآت النفطية في اليمن.

وفي تغريدة له على منصة "إكس"، أدان وزير الإعلام والثقافة اليمني، معمر الإرياني، هذه المحاولة العدوانية، مشيرًا إلى أن استمرار الحوثيين في استهداف المنشآت الحيوية يعد جريمة حرب تستوجب تحركًا دوليًا عاجلًا لإدانتها ومحاسبة المسؤولين عنها. وأكد الإرياني أن منشأة صافر ليست فقط رمزًا للاقتصاد الوطني، بل هي شريان حياة لملايين اليمنيين الذين يعتمدون على إيراداتها.

من جانبه، دعا مستشار وزير الإعلام اليمني، فهد طالب الشرفي، في تغريدة أخرى، إلى ضرورة التفاعل مع الحملة الإلكترونية للتعبير عن التضامن مع أهالي مأرب ورفض العدوان الحوثي على المنشآت الحيوية. وشدد الشرفي على أن هذه الأعمال العدائية تأتي ضمن خطة حوثية ممنهجة تهدف إلى تدمير البنية التحتية لليمن وإغراق البلاد في الفوضى.

وأعرب الصحفي هائل البكالي عن استيائه من هذه الممارسات، مؤكدًا أن الحوثيين يستهدفون كل ما تبقى من أمل لدى اليمنيين، وقال في تغريدة له: "وأخيرا رد الحوثي ، لكن بطريقته الاجرامية الإرهابية، باستهداف الشعب ومؤسساته.

فهو يدرك أنه لن يجرؤ على الرد المباشر على الكيان الصهيوني."

بدوره، أكد الناشط زيد العابدين الضبيبي أنه "كلما ارتفعت وتيرة الشعارات الحوثية ضد أمريكا وإسرائيل كان الهدف هو التحشيد للسيطرة على محافظة يمنية وهدفه الآن هي مأرب لكنها كانت وستظل عصية."

📌 أكد التحقق أن منشأة صافر النفطية تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة انتحارية، حيث استخدم الحوثيون ثلاث طائرات مسيرة محملة بمواد شديدة الانفجار في محاولة لتدمير المنشأة، ولم يتم تحديد النوع الدقيق للطائرات المسيرة المستخدمة في الهجوم بشكل رسمي. ومع ذلك، بناءً على المعلومات المتاحة، يمكن الاستنتاج أن الحوثيين استخدموا طائرات مسيرة من نوعية تلك التي استخدموها في هجمات سابقة على المنشآت النفطية، والتي عادة ما تكون معدلة محليًا، حيث تم استخدام الطائرات المسيرة لتحميل مواد شديدة الانفجار والتحليق نحو المنشأة وتفجير نفسها عند الاصطدام.

ويشهد اليمن منذ أكثر من 7 سنوات حربا متواصلة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، والحوثيين المسيطرين على محافظات عدة بينها صنعاء منذ سبتمبر 2014، وتعمل منشآت النفط في منطقة صافر بمأرب على سد بعض احتياجات المناطق اليمنية المحررة بالغاز المنزلي والوقود، وفي حال تعرض المصفاة للخطر يعني ذلك مضاعفة الأزمة الإنسانية والاقتصادية.