صورة ازدحام السيارات في مأرب.. هل تعكس أزمة حديثة بسبب قرار بترومسيلة الأخير؟
منذ شهرين | 02 سبتمبر 2024
🚨 تداولت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي مؤخرًا صورة تظهر طوابير طويلة من السيارات تنتظر أمام محطات الوقود في مدينة مأرب، وزعمت أن الصورة حديثة التُقطت تزامنًا مع أزمة الوقود الحالية بعد قرار شركة بترومسيلة بوقف وحدة تقطير الديزل الأولى، مما تسببت بأزمة نقص الوقود في المحافظة.
🔍للتحقق:
❌️قام فريق منصة مُسند بالتحقق من صحة الادعاءات، فماهي النتائج التي توصل إليها؟
🔍النتائج:
✅️ الصورة المتداولة لا تعكس الأزمة الحالية في مأرب.
✅️الصورة المتداولة تعود إلى يونيو 2022، وليست حديثة كما تم الادعاء
✅️شركة بترومسيلة أعلنت إيقاف وحدة تقطير الديزل في أغسطس الفائت
✅️ أرجعت الشركة قرارها إلى عدة أسباب رئيسية، منها عدم سحب الكميات المتفق عليها وارتفاع تكاليف الإنتاج.
🔍التفاصيل:
🔴 في 27 أغسطس الفائت، نشر الناشط عبدالسلام بدر صورة على حسابه في منصة إكس، مدعياً أنها توثق الازدحام الناتج عن أزمة الوقود في مأرب حديثًا. مشيراً إلى أنه نتيجة إغلاق شركة "بترو مسيله" في حضرموت. وكتب بدر في تغريدته: "إلي مابيشتري يجي يتفرج. الصورة ليست في الصين. هذا نتائج إغلاق بترو مسيله أقصد بترو مصيبه في حضرموت."
🔗 نشر الناشط علي بن الشيبة أبو عمر الحضرمي تغريدة عبر منصة إكس أكد فيها أن أهالي مأرب يقفون طوابير طويلة للحصول على البنزين والديزل، وذلك بعد إغلاق شركة بترومسيلة، مشيرًا إلى أن هذا الإغلاق يكشف عن وجود مافيات نفوذية في حضرموت تستغل ثروات المحافظة.
🔗 حساب يحمل اسم جعفر نشر الصورة في مجموعة تدعى حضرموت الغد في منصة فيسبوك، وزعم أنها لازدحام أمام محطات الوقود في مأرب حديثًا نتيجة لإغلاق "البزبوز الحضرمي"، مدعياً أن هذه الصورة دليل على الأزمة. كما زعم أن محافظة مأرب تدعم جماعات إرهابية في حضرموت، في حين أن حضرموت تقوم بسرقة الوقود من مأرب.
📌 جاء تداول الصورة، بعد تداول ناشطون وصحفيون ومواقع إخبارية محلية مذكرة صادرة عن شركة المسيلة لاستكشاف
وإنتاج البترول (بترومسيلة) وجهتها إلى كلا من فرعي شركة النفط وفرعي مؤسسة الكهرباء في ساحل حضرموت والوادي في 13/اغسطس الماضي أبلغت فيها عن قرارها بوقف وحدة تقطير الديزل الأولى بشكل كامل، وذلك بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها الشركة وعدم قدرتها على تغطية تكاليف الإنتاج.
📌 وفقاً للمذكرة التي اطلع عليها فريق "منصةمُسند"، أرجعت الشركة قرارها إلى عدة أسباب رئيسية، منها عدم قيام شركة النفط اليمنية بسحب الكميات المقررة والمتفق عليها من الديزل، وعدم دفع قيمة التكرير المدعومة، وارتفاع تكاليف الإنتاج والمعالجة والتكرير بشكل كبير، بالإضافة إلى عدم حصول الشركة على أي دعم مالي من الحكومة منذ أكثر من سنتين.
📌علق الناشط علي النسي على المذكرة، مشيرًا إلى أن صحة هذه المذكرة تعني أن "مؤسستي الكهرباء وشركتي النفط بالوادي والساحل هما السبب في افتعال أزمة الديزل بسبب عدم سحب الكميات المتفق عليها".
وأضاف النسي أن رفع أسعار الديزل في حضرموت بحجة ارتفاع سعر الدولار هو "مجرد كذبة مفتعلة"، وأن انقطاع التيار الكهربائي بسبب تأخر باخرة الديزل في حضرموت هو أيضًا "مجرد كذبة".
كما أشار إلى وجود فساد كبير في مؤسستي الكهرباء وشركتي النفط، خاصة في جانب العوائد وتسديد المستحقات.
وفي ختام تعليقه، طرح النسي تساؤلاً عن المسؤول عن خداع أبناء حضرموت طوال هذه الفترة، ووجه استفساره نحو فوارق السعر التي تُباع بها مادة الديزل في المنطقة، مطالبًا بمحاسبة المعنيين.
📌قام فريق منصة مُسند بالتحقق من صحة الصورة بإستخدام أداة البحث العكسي وتبين أنها انتشرت في عدة مناسبات سابقة وقديمة تعود إلى شهر يونيو 2022، ولا علاقة لها بالأزمة الحالية في مأرب، ففي 6 يونيو 2022، نشر الناشط علي النسي نفس الصورة على حسابه الشخصي، معلقًا عليها بأنها تعكس أزمة المشتقات النفطية في مأرب، والتي يرى بعض الناشطين أنها "مفتعلة".
📌 كما قامت صفحة "دليل المشتقات النفطية" على فيسبوك بنشر تعليق حول الصورة المتداولة، حيث أشارت إلى "مشتقات نفطية خانقة" تعاني منها المدينة. وذكرت الصفحة أن "انعدام المسؤولية والضمير الحي لدى المعنيين بشركة النفط وفساد المسؤولين" هما السبب وراء الطوابير الطويلة في المدينة المنتجة للنفط والمصدرة للغاز.
وفي استفسار لأحد المرقبين حول أسباب الازدحام والطوابير، جاء الرد بأن الأمر "ليس بأيدينا". وأضاف المراقب أنهم يتبعون تعليمات قيادة الشركة. وعند سؤاله عن سبب الأزمة المفاجئة، أوضح أن "برميل يأتي للمحطة، وبرميلين يذهبون للسوق السوداء، وبرميل يذهب لمناطق الحوثي".
واختتم قائلاً: "إذا كانت هذه الطوابير أمام محطة بترول في مأرب، كيف سيكون الحال في باقي المناطق؟"
📌 وخلال العام 2022 شهدت مأرب وعدن وعدد من المحافظات ازمة خانقة بالمشتقات النفطية؟ وفقًا لموقع أخبار الساعة "شوهدت طوابير طويلة من السيارات أمام محطات الوقود في كلٍ من صنعاء ومأرب وعدد من المحافظات".
📌 وكالة المخا الإخبارية، كانت أيضا قد نشرت الصورة في 2022/06/07، ونلقت عن مصدر محلي لم تذكر اسمه، أن "أزمة الوقود التي شهدها المدينة جاءت نتيجة قيام مسؤولين وقيادات نافذة بالمتاجرة بالكميات المنتجة من حقول صافر المخصصة للمحطات الرسمية وبيعها في السوق السوداء لجني أرباح خيالية على حساب معاناة المواطنين في مديريتي المدينة والوادي.