بيع مبيدات إسرائيلية محظورة تثير الجدل والحوثيون يُكممون أفواه المعارضين في صنعاء
منذ 5 أشهر | 23 مايو 2024
يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي معلومات حول قيام جماعة الحوثي ببيع مبيدات زراعية إسرائيلية ممنوعة في أوروبا، وذلك من خلال تصريحات لناطقهم "مهدي المشاط" الذي يُبرر دخولها إلى اليمن بعدم وجود مشكلة مع طبقة الأوزون، بينما يتسبب ذلك في انتشار أمراض السرطان.
وأثار انتشار المبيدات المحظورة قلقًا كبيرًا بين أوساط السكان في صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، وطالبوا بوضع حد لهذه التجارة المُرعبة، ومحاسبة المتورطين فيها، وحماية صحة وسلامة اليمنيين من هذه المخاطر الجسيمة.
واتُهمت قيادات حوثية بارزة، بما في ذلك رئيس مجلس الحكم مهدي المشاط، بالتورط في استيراد وتهريب هذه المبيدات، مدفوعة بجشع تجار الحوثيين لتحقيق أرباح هائلة
🔍 شن نشطاء بينهم موالين لجماعة الحوثي حملة إلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي بوسم #المشاط_تاجر_المبيدات_الاسرائيليهالحملة ووصلت إلى 10,978 تغريدة وإعادة تغريد وردود بالهاشتاق.
للتحقق
قام فريق منصة مُسند بالإعتماد على المصادر المفتوحة ومدها بالمعلومات الدقيقة من مصادر موثوقة، للتأكد من صحة الادعاءات المتعلقة ببيع الحوثيين للمبيدات الإسرائيلية الممنوعة في صنعاء، وبناء على تحليل الأدلة المتاحة توصل الفريق إلى أنه صحيح، وتستخدم جماعة الحوثي هذه المبيدات لزيادة أرباحها.
تحليل الأدلة:
📌توصل الفريق إلى تقرير مجلس النواب الحوثي يؤكد انتشار المبيدات الزراعية المحظورة في تلك المناطق.
📌حصل الفريق على تقارير منظمات حقوق الإنسان مثل "هيومن رايتس ووتش" و"منظمة العفو الدولية" تقارير تشير إلى استخدام جماعة الحوثي للمبيدات المحظورة.
📌توصل الفريق إلى تقارير صحفية نشرته وسائل الإعلام المحلية والعالمية تشير إلى قيام جماعة الحوثي ببيع المبيدات المحظورة.
📌رصد الفريق تصريحات المسؤولين الحوثيين منهم مهدي المشاط، رئيس مجلس الحكم للحوثيين، وهو يدافع عن تجارة المبيدات، بينما اتهم السكان المحليين بالتناغم مع "خلايا تجسس" تسعى لتدمير الزراعة.
📌كما رصد الفريق تصريح وزير الزراعة الحوثي عبدالملك قاسم الثور، والذي أوضح بأن كمية المبيدات التي تم التصريح باستيرادها من قبل الحوثيين خلال عام 2023 فقط، بلغت (14,465,888) لترا، ووصف ذلك بـ "الجريمة ضد الإنسانية".
📌حصل الفريق على 3 وثائق مسربة تداولها الناشطون ومواقع إخبارية منها وثائق وزارة الزراعة الحوثية، كشفت الوثائق عن تورط قيادات حوثية في استيراد وبيع المبيدات المحظورة، بما في ذلك مبيدات "بروميد الميثيل" و"المانكوزيب" و"دورسبان" و"أبامكتين" المركز.
📌رصد الفريق محاضر إثبات تناقلها الناشطون تثبت تورط مهدي المشاط ورئيس مكتبه القيادي أحمد حامد في الإفراج عن شحنات مبيدات محرمة دوليا تابعة للقيادي النافذ عبدالعظيم دغسان أواخر العام الماضي.
📌رصد الفريق حالات اعتقال الناشطين منهم الناشط الموالي للحوثيين خالد العراسي من منزله في صنعاء على خلفية مشاركته في حملة ضد المبيدات المحظورة.
📌كما تم اعتقال الناشط والموظف في وزارة الزراعة هاج المقطري، بعد اتهامه قيادات حوثية كبيرة بالتورط باستيراد وبيع مبيدات محرمة محليا ودوليا قبل أن يلجأ لإغلاق صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
📌توصل الفريق إلى بيانات منظمة الصحة العالمية، والتي تشير إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في اليمن.
📌اعتمد الفريق على شهادات السكان المحليين في صنعاء والذين أكدوا للفريق بزدياد حالات الإصابة بالسرطان، وربطها باستخدام المبيدات المحظورة.
📌توصل الفريق إلى دراسات علمية تؤكد التعرض للمبيدات المحظورة يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
📌فريق منصة مُسند قام بالتحقق من نوعية المبيد المذكور وصناعته.
📌المبيد المذكور هو "بروميد الميثيل"، وهو مبيد غازي يستخدم لتبخير وتعقيم التربة ضد الآفات الزراعية.
📌تم حظر المبيد المذكور دوليًا بموجب اتفاقيات فيينا وبروتوكول مونتريال لحماية طبقة الأوزون
📌حصل الفريق على تقرير منظمة الصحة العالمية يشير إلى أن "بروميد الميثيل" مسرطن ويحتوي على مواد سامة
السياق
شهدت اليمن، خلال السنوات الماضية، ارتفاعا مضطردا في حالات الإصابة بالسرطان، ووصلت عدد الحالات إلى 35 ألف منها، أكثر من ألف طفل، خلال 2019م، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية.
وقال مدير العلاقات العامة في المركز الوطني لعلاج الأورام بصنعاء، "نستقبل كل يوم على الأقل 25 حالة جديدة، ويغادر الكثير من المرضى دون أي أمل بالعودة لتلقي العلاج بسبب عدم قدرتهم على تحمل هذه التكاليف".
كما تستقبل مراكز متفرقة ببقية المحافظات، حالات جديدة كل يوم. مصادر طبية أرجعت أسباب تضاعف تلك الأعداد لانتشار المبيدات الزراعية والأسمدة المحظورة والمحرمة دوليا، والتي تقوم جماعة الحوثي باستيرادها والاتجار بها من خلال تاجر الجماعة للمبيدات، عبد العظيم أحمد دغسان، الشخصية النافذة، وتاجر السموم الأول في اليمن
ومؤخراً كشف تقرير صادر عن "مجلس النواب" الحوثي عن انتشار واسع للمبيدات المحظورة في مناطق سيطرة الجماعة، مما يشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة والبيئة، ووفقًا للتقرير، فقد دخلت 39 مادة من المبيدات الممنوعة إلى مناطق سيطرة الحوثيين.
وأثار انتشار المبيدات المحظورة قلقًا كبيرًا بين أوساط السكان في صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، مما دفع نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بشن حملة إلكترونية على منصة إكس بوسم #المشاط_تاجر_المبيدات_الاسرائيليهالحملة وصل 10,978 تغريد وإعادة تغريد وردود بالهاشتاق.
واتهم نشطاء بينهم موالين لجماعة الحوثي تورط رئيس مجلس الحكم للحوثيين مهدي المشاط ورئيس مكتبه القيادي أحمد حامد بالإفراج عن شحنات مبيدات محرمة دوليا تابعة للقيادي النافذ عبدالعظيم دغسان أواخر العام الماضي متداولين محضر إثبات لذلك.
هاجم مهدي المشاط، رئيس مجلس الحكم للحوثيين، المعارضين لتداول المبيدات المحظورة، بعد احتجاجات السكان في مديرية بني مطر على مصنع للمبيدات، رفضا قاطعًا من قبل مهدي المشاط واتهمهم بالعمل ضمن "خلايا تجسس" تهدف إلى تدمير الزراعة، مبيناً رفضه لحملة الشعبية ضد المبيدات، كما أنه نفى وجود ضرر من إقامة مصنع للمبيدات في مديرية بني مطر، معتبرًا أنّها ضرورية لمكافحة الأوبئة والآفات.
وقوبلت الحملة التي يشنها نشطاء
موالين وغير موالين شاركوا في إثارة قضية مبيدات الموت التي تستوردها وتهربها قيادات الحوثي بحملة قمع واسعة لتكميم أفواه المعارضين، من قبل "جهاز الأمن والمخابرات" التابع للحوثيين.
يتهم ناشطون جماعة الحوثي بالتسبب بارتفاع أعداد المصابين بالسرطان إثر تهريب واستيراد المبيدات السامة المحظورة دوليا، حيث وصلت نهاية 2022 فقط إلى 43 ألفا و735 مصابا، غالبيتهم في المحافظات الزراعية.
وبخصوص مبيد بروميد الميثيل الاسرائيلي، بيَّن التقرير أنه وصل إلى المنافذ الجمركية، ولم يكن من المبيدات المسجلة أو المصرَّح باستيرادها كونه مبيداً محظوراً، وأن جميع الإجراءات التي جرى القيام بها لإدخاله مخالِفة للقانون رقم 25 لسنة 1995 بشأن تنظيم تداول المبيدات والآفات النباتية ولائحته التنفيذية. وأكد، أن ما تسمى «وزارة الزراعة والري»، قامت بعمل آلية تنظيمية لاستيراد المبيدات المقيدة، والإشراف على استخدامها، بناءً على رغبة التجار المستوردين.
وأعلنت اللجنة في تقريرها أنه بعد مطابقتها قوائم المبيدات بأنواعها الواردة إليها من وزارة الزراعة والري، والهيئة العامة لحماية البيئة، لاحظت وجود 22 صنفاً من المبيدات المسموح بتداولها واستخدامها في قوائم الهيئة، منها 17 مبيداً يتقيد استخدامها بشدة، و5 أصناف أخرى محظورة. كما أظهرت الوثائق دخول 38 طناً من مبيد بينفثرين، و20 طناً من مبيد سيبرمثرين، وهي من ضمن المبيدات المحظورة.
وكشف التقرير أن حملة التفتيش على محال بيع المبيدات، والتأكد من تخزينها وأنواعها توقفت منذ 5 سنوات، وذكر أن هناك قصوراً شديداً في تنفيذ حملات التفتيش والرقابة الدورية وبصورة مفاجئة ومنتظمة، على بيع وتداول المبيدات، حيث كانت آخر حملة رسمية في عام 2019.
وبشأن فحص الأثر المتبقي من المبيدات على المنتجات والمحاصيل الزراعية التي تباع في الأسواق المحلية، ذكر التقرير أن الفحص يقتصر على المنتجات الزراعية التي يجري تصديرها إلى الخارج فقط.
واقتحمت جماعة الحوثي، السبت، منزل الناشط الموالي لها خالد العراسي في شارع الرباط بالعاصمة المختطفة صنعاء قبل أن تقوم باعتقاله وتقتاده إلى جهة مجهولة وذلك على خلفية مشاركته في حملة المبيدات المحظورة وفضحه لأكثر من 38 قياديا حوثيا باستيرادها وتهريبها.
وجاء اعتقال العراسي الذي كتب عدة مقالات من بينها "توقفوا عن قتلنا.. المبيدات إبادة جماعية"، بعد أيام من تهديدات بالاعتقال والتصفية لعدد من النشطاء من بينهم الناشط والموظف في وزارة الزراعة غير المعترف بها، وهاج المقطري، والذي اتهم قيادات حوثية كبيرة بالتورط باستيراد وبيع مبيدات محرمة محليا ودوليا قبل أن يلجأ لإغلاق صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وأظهرت وثائق سربتها قيادات حوثية فيما يسمى "وزارة الزراعة" الحوثية، إقرار الحوثي بأنه سمح لعدد من التجار التابعين له من بينهم دغسان باستيراد أكثر من 5 ملايين لتر من المبيدات والسموم خلال الفترة من 1 أغسطس/آب 2023 وحتى 14 يناير/كانون الثاني 2024.
وثيقة أخرى، موجهة مما يسمى وزير الزراعة للحوثيين عبدالملك قاسم الثور إلى وكيله ضيف الله شملان كشفت عن أن كمية المبيدات التي تم التصريح باستيرادها من قبل المليشيات خلال عام 2023 فقط، بلغت (14,465,888) لترا، ووصفت ذالك بالجريمة الإنسانية
رابط الواثائق
"بروميد الميثيل" هو مادة عضوية سامة تصنع بشكل رئيسي في دولة الاحتلال الإسرائيلي، وبإمكانها وفقا للأبحاث، إتلاف الجهاز العصبي للشخص الذي يتعرض لها بشكل مباشر، كما أنها سبب مباشر للعديد من الأمراض التي تصيب الأشخاص الذين يتناولون الفواكه . والمزروعات التي تتعرض للمادة
ويخضع المركب للرقابة وفقا لبروتكول مونتريال عام 1988، وميثاق فيينا عام 1992، وهما اتفاقيتان وقعت عليهما اليمن باعتباره من المواد التي تضر بطبقة الأوزون، وبدأت الدول تحظر استعماله منذ توقيع الاتفاقيتين، بينما انتهت فترة التقليل من استعماله في الدول النامية في العام 2010.
ويمكن الاطلاع على المزيد من التفاصيل حول هذا المبيد في هذا الرابط: بروميد الميثيل