ما حقيقة الوثيقتين المزعومات بتقديم عُمان دعمًا ماليًا لجماعات مسلحة في اليمن؟
منذ شهر | 16 أغسطس 2024
🚨 تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مؤخرًا وثيقتين مزعومات تدعي تقديم سلطنة عمان مبالغ مالية كبيرة لجماعات مسلحة في اليمن، بما في ذلك دعم احتجاجات أبناء المهرة وتشكيل لجان عسكرية لمواجهة التحركات الإماراتية والسعودية.
للتحقق:
❌️ فريق
منصة مُسند تحقق من صحة الوثيقتين وتبين أنها مزورة
🔍النتائج:
✅️
لا يتطابق التاريخ الهجري والميلادي الوارد في الوثيقتين
مع التقويم العماني
✅️ الوثائق الرسمية الحكومية العمانية تختلف عن الوثيقة
المزورة في عدم احتوائها على عبارة " نسخة مع التحية"
✅️ لا يتوافق تنسيق الوثيقتين مع التنسيق المعتمد في
المراسلات الحكومية العمانية من حيث الخطوط والترتيب ومحاذاة النصوص.
✅️ الحسابات البنكية المذكورة في الوثيقتين لا تتطابق مع
الحسابات الرسمية للهيئة العمانية للأعمال الخيرية.
✅️ المدير التنفيذي للهيئة العمانية للأعمال الخيرية أكد
لفريق مُسند أن الوثيقتين غير صحيحتين.
🔍التفاصيل
🟥
الوثيقة الأولى تعود إلى العام 2018م، تدعي الوثيقة أن
وزارة المالية العمانية قدمت مبلغ 600 ألف ريال عماني إلى علي سالم الحريزي وهو
أحد القيادات البارزة في محافظة المهرة لدعم احتجاجات أبناء المهرة ضد التواجد
السعودي، وفقاً للوثيقة، تهدف هذه المساعدات إلى مواجهة النفوذ السعودي في محافظة
المهرة، حيث تم تحويل المبلغ إلى الهيئة العمانية للأعمال الخيرية لصرفه للحريزي
تحت إشراف جهاز الأمن الداخلي.
🟥 الوثيقة الثانية تعود إلى العام 2019، تدعي أن
وزارة المالية العمانية قدمت مبلغ 2 مليون ريال عماني ومبلغ إضافي من قطر لمجلس
الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي لتشكيل لجان عسكرية لمواجهة الإمارات والسعودية،
وفقاً للوثيقة، تهدف هذه المساعدات إلى مواجهة تحركات الإمارات والسعودية في
محافظة المهرة وتشكيل فروع للمجلس في محافظات أخرى، حيث تم تحويل المبلغ إلى
الهيئة العمانية للأعمال الخيرية لصرفه للمجلس تحت إشراف جهاز الأمن الداخلي.
🔍أثارت الوثيقتان تفاعلاً واسعًا على منصات
التواصل الاجتماعي، مؤكدين على صحتها، واعتبروا أنها دليل قاطع على تورط عمان في
دعم الحوثيين حيث عبر العديد من المستخدمين عن غضبهم من هذه المزاعم، وطالبوا باتخاذ
إجراءات حاسمة ضد عمان.
🔗 نشر الصحفي علي ناصر العولقي على منصة
"إكس" وثيقة رسمية مزعومة من سلطنة عمان، تُظهر تقديم مبالغ مالية كبيرة
للحوثي علي سالم الحريزي ووفقًا للعولقي، تعد هذه الوثيقة واحدة من بين آلاف
الوثائق التي تكشف عن الأموال الكبيرة التي تنفقها سلطنة عمان بدعم من قطر، مشيرًا
إلى أن هذه الأموال كان من الأولى أن تُنفق على الشعب العماني، الذي يواجه
انهيارًا اقتصاديًا مستمرًا.
🔗 كتب الصحفي محمد عبدالله الكميم تغريدة على
منصة "إكس" حول وثيقة عمانية مزعومة، وصفها بأنها أخطر من الوثيقة
الأولى، مؤكدًا أن الوثيقة حقيقية وصحيحة ومن مصادر موثوقة، مشيرًا إلى أن إنكار
العمانيين أو محاولات التشكيك لن تفيد في نفي صحتها، موضحًا أن هذه الوثيقة تعد
دليلًا إضافيًا على حجم التدخل العماني السافر في إثارة القلاقل والفتن في اليمن،
من خلال تشكيل خلايا مسلحة وإعلامية وتكتلات سياسية للتحريض على الشرعية والتحالف.
وأضاف أن هذا التدخل يفسر التعاون بين الحوثيين وعلي سالم الحريزي بدعم وتمويل
عماني قطري.
🔗 الصحفي محمد المسوري هو الاخر نشر تغريدة على
منصة "إكس" حول الوثيقة التي نشرها الصحفي محمد الكميم، مشيرًا إلى أن
هذه الوثيقة أفقدت الكثير وعيهم وأثارت جدلاً واسعًا.
وأوضح المسوري أن محاولات إنكار صحة الوثيقة تركزت على
اختلاف التواريخ الهجرية والميلادية، مشيرًا إلى أن البحث في جوجل يظهر تطابق
التواريخ مع اختلاف يوم واحد فقط، وهو اختلاف معروف في سلطنة عمان. وأضاف أن
الجميع يعلم أن علي الحريزي لا يمتلك هذه الأموال الكبيرة التي جعلته يخدم سلطنة
عمان ويشكل ميليشيات مسلحة، مما يزعزع الأمن والاستقرار في اليمن، مؤكدًا أن
الأدلة على هذا الدعم المالي كثيرة وواضحة، مما يعزز من صحة الوثيقة ويكشف عن حجم
التدخل العماني في اليمن.
🔗 أشار الصحفي محمد الضبياني إلى أن الوثيقة
الأخيرة، التي كشفها العميد محمد الكميم، تعد أخطر من الوثيقة السابقة، حيث تؤكد
على حقيقة الدور العماني في صناعة الفوضى ودعم الإرهاب في اليمن، موضحًا أن
الوثيقة تؤكد دعم عمان لعصابات التخريب والفوضى في اليمن، مشيرًا إلى أن الدولة
الشقيقة تحولت إلى "وكر للأفاعي السامة".
🔗 رد الناشط العماني أبو مستهل على الادعاءات
التي وجهها ناشطون حول وثيقة مزعومة تتهم سلطنة عمان بدعم الحوثيين في اليمن، وفي
تغريدة نشرها على منصة "إكس"، تساءل أبو مستهل عن دور إيران والمملكة
العربية السعودية في الوثيقة المزورة، مشيرًا إلى أن عمان تدعم محافظة المهرة منذ
أكثر من 40 عامًا، من خلال بناء مستشفيات ومدارس وطرق وتقديم المساعدات الإنسانية.
وأكد أبو مستهل أن الوثيقة مزورة، مشيرًا إلى أن حجمها
وتاريخها ورقمها غير صحيحين، ووصف من يقف وراء هذه الادعاءات بالفشل.
🔗 محمد بن نبهان الصلتي اختصاصي استراتيجي من
عُمان أكد في تغريدة له على منصة إكس أن العمانيين يعلمون أن الوثيقة المتداولة
مزورة، موضحًا أن لقب "السيد" يمنع منحه لغير المعنيين به بأمر من
السلطان الراحل قابوس بن سعيد منذ عام 1994م، ومشيرًا إلى أن رئيس الهيئة العمانية
للأعمال الخيرية ليس بسيد.
وتساءل الصلتي كيف يمكن أن تخرج رسالة رسمية من وزير
عماني تخالف قوانين الدولة وهو على دراية بالبروتوكولات الرسمية.
📌ومن خلال عملية التحقق كشفت مقارنة التاريخ
الوارد في الوثيقتين بالتقويم العماني الرسمي، كما نشر في جريدة عمان، عن وجود
تناقض، فالتقويم الهجري المستخدم في سلطنة عمان يختلف عن التقويم الهجري المتبع في
باقي الدول العربية والإسلامية، وهذا الاختلاف يؤكد أن من قام بتزوير الوثيقتين لم
يكن على دراية بالخصوصية التي يتمتع بها التقويم العماني.
رابط الجريدة بتاريخ 8-8-2018
📌أما الوثيقة الثانية، فقد ذكرت تحويل مبلغ
3,000,000 ريال عماني إلى الحساب البنكي رقم 0423010706280016 لدى بنك مسقط. وعند
التحقق من هذا الرقم، تبين أنه غير صحيح، حيث أن الحساب الصحيح للهيئة لدى بنك
مسقط هو 0331010930310013. هذا التناقض في أرقام الحسابات البنكية يثبت بشكل قاطع
تزوير الوثيقتين.
📌كما أن التحليل اللغوي والتنسيق العام
للوثائق لا يتوافق مع المعايير الرسمية المتبعة في الوثائق الحكومية العمانية، فكل
هذه العوامل مجتمعة تؤكد بشكل قاطع أن الوثائق مزورة ولا يمكن الاعتماد عليها.
📌 تؤكد منصة مسند بشكل قاطع أن الوثيقة الأولى
والثانية هي مزورة ولا تمت بصلة إلى وزارة المالية العمانية، كما تحذرت من خطورة
انتشار مثل هذه الوثائق المزورة، وتدعو الجمهور إلى توخي الحذر وعدم الانسياق وراء
الشائعات والأخبار الكاذبة، والتأكد من صحة أي معلومات قبل نشرها أو تداولها.