رصد ردود الفعل حول بيان القبض على خلية تجسس امريكية واسرائيلية
منذ 5 أشهر | 11 يونيو 2024
📌مقدمة:
في خطوة مثيرة للجدل، أصدرت جماعة الحوثيين اليوم بيانًا يدعي فيه الكشف عن شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية في اليمن. يأتي هذا البيان في سياق تصاعد التوترات السياسية والعسكرية في البلاد، والتي شهدت تصاعدًا ملحوظًا في الأشهر الأخيرة. وبموجب هذا البيان، زُعم أن الأجهزة الأمنية الحوثية قد نجحت في القبض على عناصر يعملون لصالح العدو، وهو ما تم تصنيفه بأنه "إنجاز أمني" بحسب وصفهم.
ومع صدور هذا البيان، تفاعلت الأطراف المعنية بشكل مختلف، حيث رفضه العديد من الصحفيين اليمنيين الذين اعتبروه محاولة لتغطية على الأزمات الداخلية وتضليل للرأي العام. بينما دعمته مجموعة أخرى، رأت فيه محاولة جدية لمواجهة التدخلات الأجنبية في البلاد.
📌هذا البيان الصادر من الحوثيين يشكل
نقطة تحول هامة في السياق السياسي اليمني، مشعلاً حربًا إعلامية جديدة تستحق
التحليل والتقصي الصحفي.
📌ملخص البيان:
كشفت جماعة الحوثي بيانًا يعتبرونه الانجاز الأمني الأبرز في التاريخ اليمني
المعاصر، وذلك بعد كشف أجهزتهم الأمنية عن شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية. البيان
الذي صدر في الرابع من ذي الحجة 1445هـ، الموافق للعاشر من يونيو 2024م، كشف عن
تورط الشبكة في أنشطة تجسسية وتخريبية في مؤسسات رسمية وغير رسمية لصالح العدو،
بما في ذلك وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA). البيان أكد أن الشبكة استغلت عناصرها المرتبطين بالسفارة
الأمريكية في صنعاء، وأنشأت غطاء إنساني لتنفيذ أنشطتها، بالتعاون مع عناصر يمنية
مختلفة. كما تحدث البيان عن جهود الأجهزة الأمنية في الكشف عن هذه الشبكة وضبط
عناصرها، مؤكدًا أن العملية تمت بعون الله وفضله، وبتعاون مشترك بين مختلف الأجهزة
الأمنية. واختتم البيان بدعوة للشعب اليمني لزيادة الوعي واليقظة، وأشار إلى أن
الأجهزة الأمنية ستواصل كشف المزيد من التفاصيل والمعلومات في الأيام القادمة.
البيان كاملاً هنا :
📌التحليل والرصد:
فريق منصة مسند، رصد ردود الفعل حول البيان الصادر عن جماعة الحوثيين
اليوم. وقد شملت هذه الردود مجموعة متنوعة من الصحفيين والناشطين في اليمن.
التفاصيل:
📌 تباينت آراء الصحفيين والناشطين حيال
البيان، حيث عبر البعض عن استيائهم وشكوكهم تجاه صحة المعلومات الواردة في البيان،
مشيرين إلى أنها قد تكون محاولة للتضليل وتشتيت الانتباه عن القضايا الداخلية في
اليمن. في المقابل، أيد البعض الآخر هذا البيان، معتبرين أنه يكشف عن نوعية
التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للبلاد ويسلط الضوء على خطورتها.
📌 فخري العرشي ينتقد بيان جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، واصفاً إياه بالكاذب
والتضليلي، ويتهم الحوثيين بالافتراء ونهب الممتلكات وترويع الأبرياء بتلفيق قصص
مستوحاة من التجارب الإيرانية.
الناشط سمير الصلاحي وصف البيان الأمني الحوثي بالفضيحة، مشيرًا إلى أنه يعزز
قناعة الناس ببؤس الجماعة التي توزع التهم بشكل عشوائي ضد معارضيها وتعتقد بسذاجة
أن هناك من يصدقها، مستشهداً باعتقال موظف بسفارة أجنبية بعد 30 عامًا بزعم أنه
جاسوس.
الصحفي بسيم الجناني كشف أن المنظمات الدولية في مناطق سيطرة الحوثيين تخضع لسياسات الميليشيا في التوظيف وتنفيذ المشاريع، حيث لا يتم تنفيذ أي نشاط إلا بتصريح من المجلس الأعلى للإغاثة التابع للحوثيين، مما أدى إلى ثراء قيادات المجلس بسبب الابتزاز، ومع توقف الدعم ونقل المكاتب لعدن، اتهم الحوثيين بفبركة مسرحيات جديدة.
فيصل المجيدي، وكيل وزارة العدل اليمني، كشف أن الحوثيين استفادوا من برامج
ومشاريع منظمات أمريكية مثل الوكالة الأمريكية للتنمية، وأرسلوا قياداتهم إلى
واشنطن ضمن برامج السفارة الأمريكية. بعد استهلاك الدعم، نفذوا خطة باعتقال موظفي
المنظمات الأممية والعاملين السابقين بالسفارة والمنظمات الأمريكية بتهمة التخابر،
مما يعكس انتهازية الحوثيين بأبشع صورها.
أحمد شبح، مسؤول صحيفة 26 سبتمبر التابعة للشرعية، سخر من بيان الحوثيين الذي اتهم
شبكة تجسس بمساعدة أمريكا وإسرائيل في تسهيل اجتياح صنعاء، مشيراً إلى تناقض
اتهامهم بتقديم معلومات للموساد والسي آي إيه لضرب قدرات الجيش اليمني، ومطالباً
بتكريم "الجواسيس" على ذلك.
عبدالباسط القاعدي، وكيل وزارة الإعلام، أكد أن مليشيا الحوثي تعيش حالة من الفوضى
بعد ضربات البنك المركزي، مما دفعها لإطلاق اتهامات عشوائية والقبض على شبكة تجسس
مزعومة، مشيراً إلى ضرورة استمرار الشرعية في تنفيذ قراراتها. وأضاف أن الحوثيين
معزولون ومحاصرون من الشعب اليمني، وأن سقوطهم مسألة وقت.
الصحفي عدنان الجبرني علق على بيان جماعة الحوثي بشأن ما أسمته "خلية
التجسس"، مشيرًا إلى أن الاعترافات المنشورة هي أقرب للعمل الصحفي الاستقصائي
تحت التعذيب وليست اعترافات تجسسية مهنية. أشار إلى أن الجماعة استفادت من القدرات
الصحفية في إعداد البيان، حيث تم تصميم الاعترافات لتخدم أهداف تعبئة وترهيب الناس
وتضخيم خطر الخارج، كما تساءل عن كيفية حصول الحوثيين على وثيقة داخلية للسفارة
الأمريكية.
الحقوقية هدى الصراري علقت على بيان الحوثيين بشأن شبكة التجسس الإسرائيلية
الأمريكية، معتبرة التهم مفبركة وجاهزة للإيقاع بضحايا الجماعة. وأشارت إلى أن هذه
التصرفات جاءت كرد فعل على نقل المنظمات الدولية مكاتبها إلى عدن وقرارات البنك
والاتصالات، ووصفتها بالتصرفات الجنونية التي تعد بداية النهاية للحوثيين.
في سياق اخر نشر ناشطون يتبعون جماعة الحوثي :
عبدالسلام جحاف، الحقوقي أشار إلى:
وجود عدد كبير من المخابرات الأمريكية في
اليمن، معبرًا عن اعتقاده بأن العديد من الوزراء والسفراء والمدراء يعملون كمخبرين
لأمريكا. وعبر عن توقعه بأن تسليم العليمي والثمانية الكومبارس لصنعاء للمحاكمة
مسألة وقت، مشيرًا إلى بدء صنعاء باستخدام أوراق مدروسة بعناية، وأكد على أن
عبدالملك الحوثي ليس حاقدًا ولا منتقمًا ويريد الخير لليمن والمسلمين، وأشار إلى
أنه يلمح بوضوح إلى العدو الحقيقي، وهو أمريكا وإسرائيل.
حسين العزي، الصحفي التابع لجماعة الحوثي، وصف بيان رئيس الجهاز الأمني بأنه يجب
أن يساهم في بناء الوعي اليمني والعربي بشكل عام حول خطر أمريكا. وقدم التحية
لجهود الداخلية والمخابرات وجميع التشكيلات الأمنية والوقائية في صون أمن البلاد،
على الرغم من تحديات العدوان والوهن الذي استمر لعقود.
ختاماً:
تعكس ردود الفعل المتباينة هذه الجدل الدائر في اليمن حول دور القوى الخارجية
وتأثيراتها على السياسة والأمن الداخلي. وتشير إلى الحاجة الملحة لمزيد من التحقيق
والتحليل لفهم السياق الكامل لهذه القضية وتأثيراتها المحتملة على الوضع السياسي
والأمني في البلاد.